النقل: تاريخه

نَعيشُ في عَصرٍ يَستَطيعُ فيه النّاسُ الطَّيرانَ عبرَ المُحيطِ الأطلنطي في أقلَّ من ثلاثِ ساعاتٍ. الطُّرُقُ المُستَقيمةُ تَربِطُ المُدُنَ ببَعضِها في كلِّ أرجاءِ العالَمِ. لكن منذُ 7000 سنةٍ مَضَت، كانَ المَشي الطَّريقةَ الوَحيدةَ للانتِقالِ من مكانٍ إلى آخَرَ. حوالي 5000 ق.م بَدأَ النّاسُ استِعمالَ الحَميرِ والثّيرانِ لحَملِ أثقالِهم بَدَلًا من حَملِها على ظُهورِهم أو رؤوسِهم. ثمّ بعدَ ذلكَ بِـ 1500 سنةٍ، طُوِّرَت أوائلُ العَرَباتِ التي تَسيرُ على عَجَلاتٍ في بلادِ الرّافِدَينِ. من حوالي عام 1500 م طُوِّرَت بسُرعةٍ السُّفُنُ الشِّراعيّةُ التي تَمخُرُ البِحارَ العَميقةَ إذ بَدأَ الأوروبيّونَ القيامَ برِحلاتٍ عَظيمةٍ في المُحيطاتِ لاستِكشافِ بَقيّةِ العالَمِ. في أوائلِ القَرنِ الثّامِنَ عَشرَ، شَكَّلَت قوّةُ البُخارِ مَعلَمًا هامًّا آخَرَ على طريقِ تطوُّرِ عالَمِ النَّقلِ. وسُرعانَ ما بَدأَتِ المُحرِّكاتُ البُخاريّةُ تُسيِّرُ سُفُنًا وقِطاراتٍ بسُرعةٍ لم يَتخيَّلها أحدٌ من قبلُ. خِلالَ القَرنِ التّالي نَزِلَت أوائلُ السَّيّاراتِ إلى الطُّرُقِ وحَلَّقَت أوائلُ الطّائراتِ في الجَوِّ.