مقدمة

تُوجَدُ الكائناتُ الحيَّةُ في أشكالٍ وحُجومٍ كثيرةٍ مُخْتَلِفة، تَتراوَحُ بين أشجارٍ يَزيدُ ارتفاعُها على عُلُوِّ مَبْنًى من 20 دَورًا، وبين بَكتِرْيا أدَقَّ من أن تُرَى بالعَيْنِ المُجَرَّدة. تَقْضي النباتاتُ حياتَها مُسْتَقِرَّةً في المَوقعِ نَفْسِه، لكِنَّ مُعظَم الحيواناتِ يَجُولُ مسافاتٍ شاسِعَةً عَبْرَ الهواءِ أو على اليابِسَة أو في البِحار. ورُغمَ هذه الفَوارِق، تَتَميَّزُ أشكالُ الحياة جَميعُها بِبَعض الخصائصِ المُهِمَّة - فكُلُّها تَغْتَذِي بِمَوادَّ أوليَّةٍ، إمَّا كنَوعٍ من الطعامِ أو كموادَّ أبْسَطَ تركيبًا. وكُلُّها تَسْتخدِمُ التَّفاعُلاتِ الكيماويَّةَ لِاستِخلاصِ الطاقةِ من هذه المَوادِّ؛ وكُلُّها تُنْتِجُ فَضَلاتٍ في هذه التفاعُلات. والطاقَةُ التي تحصُلُ عَلَيها هذه الكائناتُ تُمكِّنُها من النُّمُوِّ والتَّناسُلِ والِاستِجابةِ لِمُؤثِّراتِ البِيئة من حَوْلِها.